![]() |
يمثل هذا الرسم نظامًا عنقودًا فائقًا كبيرًا ، جدار بوس العظيم ، بمجموعاته وفراغاته وخيوطه المجرية. |
جدار بوس العظيم (بالإنجليزية: BOSS Great Wall)، وهو جدار مجري أي مجموعة من عناقيد نجمية فائقة، وقد أكتشف سنة 2016. ويمتد لمسافة تقدر بمليار سنة ضوئية. الأمر الذي يجعله أكبر بنية كونية مُكتشفة في الفضاء حتى الآن. ويتكون من كتلة أكبر من كتلة درب التبانة ب10000 مرة. ويحتوي على 830 مجرة مرئية، عدا غيرها معتمة بحيث لايمكن النظر إليها. أي أنه يحتوي على خمسة أضعاف من المجرات مقارنة مع قطعة من نفس الحجم في الفضاء. ويقدر انزياح الأحمر* لديها ب z= 0.47 (z هو عدد طول هابل ≈ 6800 مليون سنة ضوئية)
إذا قارنا الشمس مع النجم ستيفنسون 2-18 فإن قطره يبلغ ٢.١٥٨ ضعف قطر الشمس وإذا قارنا النجم ستيفنسون 2-18 مع نجوم مجرة درب التبانة البالغة 200 مليار نجم من غير الكواكب التي تدور حول كل نجم من هذه 200 مليار نجم فإن النجم ستيفنسون 2-18 عباره عن نقطه مضيئه و صغيره جدا في مجرة درب التبانة.
ولكن إذا قارنا حجم مجرة الدرب التبانة مع جدار بوس العظيم فإن جدار بوس العظيم يبلغ 10.000 الف ضعف كتلة مجرة درب التبانة و يبلغ قطره المرئي حوالي مليار سنة ضوئية أي أن مجرة درب التبانة عبارة عن نقطة مضيئة في جدار بوس العظيم الذي يتكون من مجرات مترابط مع بعضها بالجاذبيه و بالغازات وعدد المجرات المرئيه حوالي 830 مجره.
و توجد مجرات ابعد لا يمكن النظر لها لأنها معتمة وتبعد عنا حوالي 4.5 إلى 6 مليار سنة ضوئية وبالرغم من التقدم العلمي الهائل لم يصل العلماء الا لعدد يعتبر مقارنة بالموجود في العالم ضئيل جدا حيث اكتشف العلماء أن الكون يتوسع باستمرار.
![]() |
يوضح هذا الشكل التجمعات العملاقة لجدار بوس العظيم ، على الإحداثيات الديكارتية. |
تبدو تسمية جدار بوس العظيم متناغمة مع حجمه الهائل، إلا أنها في الواقع مُستقاة من المسح الطيفي للتذبذب الباريوني (Baryon Oscillation Spectroscopic Survey) أو اختصاراً BOSS. يعد جدار بوس العظيم عبارة عن سلسلة من العناقيد المجرية المتصلة مع بعضها بواسطة الغازات، وهو يبعد عن الأرض مسافة تتراوح بين 4,5 مليار و6 مليارات سنة ضوئية.
تبقى تلك العناقيد مرتبطة بفضل الجاذبية التي تساعدها أيضاً على الالتفاف والدوران مثل الدوامة من خلال الفراغ في الفضاء. اكتشفت هذه البنية الضخمة وفقاً لـ جوشوا سوكول Joshua Sokol من مجلة New Scientist من قبل فريق علمي في معهد جزر الكناري للفيزياء الفلكية، وهي تتكون من 830 مجرة منفصلة كما تمتلك كتلة تفوق كتلة مجرة درب التبانة بحوالي 10 آلاف مرة.
ولتوضيح مدى الحجم الهائل الذي تتمتع به هذه البُنية، يكفي القول أننا ندور حول نجم واحد هو الشمس، بينما تمتلك مجرتنا درب التبانة أكثر من 200 مليار نجم شبيه بالشمس، بالإضافة إلى عدد مجهول من الكواكب التي تدور حولها. والآن، قم بضرب هذه الأرقام كلها بـ 10 آلاف وستحصل على جدار بوس العظيم الذي يبدو دون نهاية وفقاً لمجالنا المحدود.
![]() |
تصور فني تخيلي لجدار بوس العظيم بناءً على مناظر محورية للبنية الفوقية |
على الرغم مما سبق، لا يتفق الجميع على أن جدار بوس العظيم يُمكن اعتباره هيكلاً (بِنية) على الإطلاق، والحجة هي أن هذه العناقيد المجرية الفائقة غير متصلة أبداً، حيث توجد بينها فجوات ومناطق مُنخفضة ترتبط مع بعضها نوعاً ما بواسطة غيوم الغاز والغبار.
يتسبب هذا الارتباط الضعيف في حدوث جدل كبير في كل مرة يكتشف فيها هيكل على هيئة «جدار عظيم» مثل هذا. وفي نهاية المطاف، يبدو أن الحجج تختزل إلى التعاريف الشخصية لما قد يشكل هيكلاً واحداً، وهنا يتفق أغلب الباحثين على أنها (أي التعاريف) تصب جميعها في خانة واحدة.
بغض النظر عن كلِّ الجدل المثار حول الموضوع، فإن جدار بوس العظيم هو أكبر جرم مُكتشف في الفضاء إلى الآن. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فحقيقة وجود العديد من الجدران الكبيرة المُكونة من العناقيد المجرية التي تطوف على بعد آلاف وملايين السنين الضوئية، تجعلنا نُصاب بمزيد من الدهشة والحيرة. وبالإضافة إلى كونها عمودية بشكل مدهش، فإن شبكة المجرات ستساعد الباحثين على فهم أفضل لكيفية تكوين الكون بعد حدوث الانفجار العظيم. وما يثير الجنون أيضاً هو أن هذا الاكتشاف الجديد الذي يصفه العلماء بـملك السماء نظراً لضخامته، قد يفقد لقبه في المستقبل القريب .
الهوامش:
* الانزياح نحو الأحمر هي ظاهرة زيادة طول الموجة الكهرومغناطيسية القادمة إلينا من أحد الأجرام السماوية نتيجة سرعة ابتعاده عنا، وهي تشبه ظاهرة دوبلر، وتعتبر ظاهرة هامة في علم الفلك، ومثال على ذلك : لو أن نجماً يتزايد ابتعاده عن كوكب الأرض بسبب تحركه بعيداً عنا، ويكون الضوء الصادر من هذا النجم ضوءاً أصفر مثلا ً، فإن هذا الضوء نتيجة تزايد حركة ابتعاد النجم فتنزاح في اتجاه اللون الأحمر طيف، هذه الظاهرة تحدث بسبب أن طول موجة الشعاع القادم إلينا يزداد طولها نسبيا ً بسبب حركة النجم في الابتعاد عنا، وهذه الزيادة في طول موجة الشعاع التي تصل إلينا تجعله يظهر بلون آخر في إتجاه الطرف الأحمر من الطيف، وطبقا ل ظاهرة دوبلر فإن العكس يحدث إذا كان النجم يتحرك في إتجاه الأرض، فبسبب حركته ينضغط طول موجة شعاع الضوء القادم إلينا فتصبح قصيرة نسبيا ً مما يجعل الطيف الذي نسجله لهذا النجم منزاحاً في إتجاه اللون البنفسجي من الطيف.
المصادر:
ويكيبيديا - الموسوعة الحرة
نيو ساينتست
Einasto, Maret; Lietzen, Heidi; Gramann, Mirt; Saar, Enn; Tempel, Elmo; Liivamägi, Lauri Juhan; Montero-Dorta, Antonio D.; Streblyanska, Alina; Maraston, Claudia (2017-07-01). "BOSS Great Wall: morphology, luminosity, and mass". Astronomy & Astrophysics. 603: A5.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك ، مع مراعاة :
- أحترام الآداب العامة وأحترام الرأي الآخر
- عدم الأساءة الى أي جهة سواء كانت دينية أو سياسية
- عدم مشاركة الروابط والأعلانات منعاً باتاً