-->

دراسات متباينة حول تأثير حبوب منع الحمل على الأصابة بسرطان الثدي



إعداد: كامل صباح الزهيري ومحمد البابلي

يعد تناول حبوب منع الحمل هي إحدى الطرق الشائعة والمتبعة لتنظيم الحمل عن طريق منع التقاء البويضة بالحيوان المنوي، وهي أدوية هرمونية تؤخذ عبر الفم، تحتوي على الشكل الصناعي من كل من الهرمونات الأنثوية الإستروجين والبروجسترون التي يصنعها جسم المرأة بشكل طبيعي.

من الصعب للغاية الأجابة عن السؤال : ( هل تناول حبوب منع الحمل يسبب "سرطان الثدي"؟ ) ، اذ ان الجدل ما زال محتدما ونتائج الدراسات الخاصة لا زالت في تباين مستمر ، وسنتناول في هذا المقال أربعة دراسات من أماكن متفرقة من العالم لكي نقف على نتائجها وخلاصاتها. الدراسة الرابعة هي على النقيض  من نتائج الدرسات الثلاث الأولى ، صحيح أنها تتوافق نسبيا في جانبها الرئيسي الا انها قادت الى نتيجة مثيرة ، فهي تكشف لنا عن مفاجئة غير متوقعة! لنتابع ...

1. مصر ، مستشفى بهية وموقع كانسر تودي وكلية طب القصر العيني ( المصدر: كونسلتو )
يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشارًا في مصر والعالم، وبحسب إحصائيتين منفصلتين لمستشفى بهية المتخصص في علاج سرطان الثدي بمصر، وموقع "cancer today" التابع لمنظمة الصحة العالمية فإن نسبة انتشاره بين السيدات تصل إلى 35%، كما يعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، بعد سرطان الرئة، بنسب إصابة تبلغ 17.9%.

وترتفع نسبة الإصابة بين السيدات فوق الأربعين، بينما تكون السيدات دون سن الخمسين عام، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي المتقدم بنسبة 50%.
وارتفعت نسب المصابات بسرطان الثدي، في العامين الماضيين، في السيدات الأقل من 40 عامًا بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

حبوب منع الحمل وسرطان الثدي
هناك نوعين من حبوب منع الحمل، الأول يحتوى على هرمون البروجستيرون، والثاني يحتوي على هرموني البروجسترون والاستروجين.
وتعمل حبوب منع الحمل وفق آلية معينة، لتثبيط نظائرها الهرمونية التي يفرزها الجسم الأنثوي، وتقوم بتغذية بطانة الرحم.
وتؤدي حبوب منع الحمل إلى تغيير في بطانة الرحم يجعلها غير صالحة لاستقبال البويضة، كما تزيد من المخاط الذي يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم، وبالتالي تمنع حدوث الحمل.
وتحتوي الحبوب الثنائية على هرموني البروجسترون والاستروجين، وتعتبر مناسبة للاستخدام في فترة الرضاعة، ومع انتهاء تلك الفترة يصف الأطباء نوع آخر من الحبوب التي تحتوي على الاستروجين فقط، للسيدات، وذلك بحسب ما قاله الدكتور محمد عوني، أخصائي النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني.

وأوضح "عوني" أن الإصابة بسرطان الثدي يحدث بسبين الأول "هرموني"، وهذا قد يحدث بسبب الخلل في إفرازات الهرمونات داخل الجسم، أو بسبب الخلل في تركيزات الهرمونات الناتج عن تناول حبوب منع الحمل.
ووفقًا لدراسة علمية سابقة، أجرتها جامعة ميتشيجان الأمريكية، فإن مستوى الهرمونات في أجسام النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل يكون مرتفعًا لذا فهن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وتزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي عند ارتفاع مستوى الهرمونات في الجسم، خاصةً بعد سن الخمسين، أي بعد توقف الدورة الشهرية والدخول في مرحلة سن اليأس، وهذا يعني أن لحبوب منع الحمل تأثير سلبي ولكنه ليس كبيرًا جدًا، بحسب الدراسة.
وأشار أخصائي النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني إلى أن السبب الآخر للإصابة بسرطان الثدي هو وجود عوامل أخرى مؤثرة كالوراثة، أو تناول طعام ملوث بالإشعاع على سبيل المثال.
وأكد "عوني" أن حبوب منع الحمل لا تسبب الإصابة بسرطان الثدي بشكل مستقل، لكن في بعض الأحيان تكون هناك عوامل للإصابة بالمرض فتقوم تلك الحبوب بتحفيزها.
وألمح "عوني" إلى أن من بين أسباب الإصابة بسرطان الثدي:
- تناول حبوب منع الحمل بدون استشارة طبيب مختص.
- الإفراط في استخدام حبوب منع الحمل، بمعني أن تناول حبوب منع الحمل لأكثر من عامين متتاليين، لأن ذلك يعمل على اضطراب هرمونات الجسم فيساعد ذلك على نمو الأورام.
- تناول حبوب منع الحمل فوق سن الأربعين، لأنه يحفز نمو الأورام السرطانية.
- وجود عامل وراثى، كإصابة الأم أو الأخت أو الأقارب بسرطان الثدي.

2. الدنمارك ، جامعة كوبنغاهن ( المصدر: جريدة "ذا نيو إنجلد جورنال أف ميدسين" )
لطالما ارتاحت النساء إلى حبوب منع الحمل باعتبارها وسيلة فعالة للتحكم في عملية الإنجاب، لكن دراسة جديدة صادرة عن جامعة كوبنهاغن على عينة واسعة من النساء، بيّنت خطراً كبيراً لهذه الحبوب.

أكدت دراسة صادرة حديثاً أن حبوب منع الحمل ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بنسبة 38 في المئة، خاصة إذا كان استهلاك هذه الحبوب يتم على فترات طويلة.
الدراسة التي أصدرتها جامعة كوبنغاهن في الدانمارك، ونشرت جريدة "ذا نيو إنجلد جورنال أف ميدسين" خلاصاتها هذا الأسبوع، اعتمدت على بيانات 1.8 مليون امرأة تحت سن 50 عاماً في الدانمارك، خلال فترة طويلة وصلت إلى 11 عاما كمعدل.
وبيّنت الدراسة، التي تعدّ الأكبر من نوعها في تحليل مرض سرطان الثدي على عينة واسعة من النساء، أن خطر هذا النوع من السرطان يرتفع كلما تناولت المرأة موانع حمل هرمونية، ويرتفع الخطر بنسبة 20 في المئة بين من لا يزلن يتعاطن لمثل هذه الموانع، أو استخدمنها قبل مدة قصيرة.

وترى الدراسة أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يصل إلى 9 في المئة بالنسبة للنساء اللائي تعاطين حبوب منع الحمل لفترة لم تتجاوز عاماً، بينما يرتفع الخطر إلى 38 في المئة بالنسبة لمن تعاطين هذه الحبوب لمدة تزيد عن 10 سنوات.
كما أنه ورغم إقلاع السيدات اللائي تعاطين لهذه الحبوب، لمدة تزيد عن خمس سنوات، عن تناولها، إلّا أن الخطر يبقى بشكل قائماً في السنوات الخمس التي تلي قرار الإقلاع، تشير الدراسة.
وحسب نتائج الدراسة، فإنه من بين 100 ألف امرأة تستخدم حبوب منع الحمل، توجد 68 إصابة بسرطان الثدي، بينما لا تزيد النسبة عند العدد ذاته من النساء اللائي لا يستخدمن هذه الوسيلة للتحكم في الإنجاب، عن 55 حالة.
وتعد حبوب منع الحمل، الوسيلة الأكثر انتشاراً في العالم، المستخدمة في مجال تنظيم النسل، ويقول الأطباء إن نسبة نجاح هذه الحبوب تصل إلى 99 في المئة في حال اتباع الإرشادات الصحيحة.

3. الولايات المتحدة الأمريكية - جامعة ميتشيغان ( المصدر: ميدكل سيرتج )
وفقاً لخبراء من «جامعة ميتشيغان» الأمريكية، فإن احتمال الإصابة بسرطان الثدي، يرتفع عند ازدياد مستوى الهرمونات في الجسم، وخاصة بعد سن الخمسين، أي بعد توقف الدورة الشهرية، والدخول في مرحلة سن اليأس. وهذا يعني أن لحبوب منع الحمل تأثيراً سلبياً، ولكنه ليس كبيراً جداً. كما تزيد أقراص منع الحمل من احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم. هذا الخطر يرتفع بزيادة مدة تناول المرأة لهذه الحبوب، فبعد خمس سنوات يتضاعف هذا الخطر.
الخطر الآخر الناتج عن تناول عقارات منع الحمل، هو الجلطات الدموية، وخاصة للنساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي، حيث يتضاعف احتمال إصابتهن بالجلطة الدماغية.

كما كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون سويديون وبريطانيون، أن تناول المرأة حبوب منع الحمل قد يسبب لها الاكتئاب، تقلبات شديدة في المزاج، يؤثر في التوازن الكيميائي في دماغ المرأة ويمكن أيضاً أن يخفض مستويات الطاقة لدى المرأة.

4. بريطانيا ( المصدر كانسر سيرتج و صحيفة الديلي ميل )

تزعم هذه الدراسة أن تناول موانع الحمل الفموية يحمي من سرطان المبيض وبطانة الرحم "لعدة عقود".

ودرس الباحثون المقيمون في السويد بيانات من 256661 امرأة بريطانية، وقارنوا بين من استخدمن موانع الحمل الفموية وغيرهن.

ووجدوا أن النساء اللواتي لديهن تاريخ في تناول أقراص موانع الحمل، لديهن مخاطر أقل للإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم.

ويزعم الخبراء أن التأثير الوقائي لحبوب منع الحمل يستمر لعدة عقود بعد أن تتوقف النساء عن استخدامها.

ومع ذلك، وجدوا أن تناول موانع الحمل الفموية أدى إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وتتوافق النتائج مع الموقف الرسمي لمركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة - بأن حبوب منع الحمل تزيد قليلا من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكنها تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض والرحم.

وقالت معدة الدراسة، أوسا جوهانسون، من جامعة أوبسالا في السويد: "كان من الواضح أن النساء اللواتي تناولن حبوب منع الحمل لديهن خطر أقل بكثير للإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم. بعد خمسة عشر عاما من التوقف عن تناول موانع الحمل الفموية، كان الخطر أقل بنحو 50%. ومع ذلك، كُشف عن انخفاض المخاطر لمدة تصل إلى 30-35 سنة بعد التوقف".


وهناك نوعان رئيسيان من موانع الحمل - الأكثر شيوعا هما حبوب منع الحمل "المركبة"، التي تحتوي على نوعين من الهرمونات الجنسية الأنثوية، الإستروجين والبروجستيرون.

ويمنع الإستروجين والبروجستين الموجودان في موانع الحمل الفموية الإباضة، وبالتالي يقيان من الحمل.

ويتمثل النوع الآخر في الحبة الصغيرة، التي تحتوي على البروجستيرون، وتُعرف أيضا باسم أقراص البروجستيرون فقط، أو POP.

ومن المعروف بالفعل أن الإستروجين يمكن أن يحفز خلايا سرطان الثدي على النمو، ما يعني أن الإستروجين الإضافي من أقراص منع الحمل المركبة لديه القدرة على زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ويعد سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم من أكثر أنواع السرطانات النسائية شيوعا، حيث تزيد احتمالية الإصابة به على مدى الحياة بنسبة تزيد قليلا عن 2%.

ويعد سرطان بطانة الرحم أكثر شيوعا، ولكن نظرا لظهور أعراض أكثر وضوحا وبالتالي يُكتشف غالبا في مرحلة مبكرة، فإن معدل الوفيات منخفض.

ومع ذلك، يعد سرطان المبيض من بين أكثر أنواع السرطان فتكا، حيث لا يُكتشف في كثير من الأحيان حتى ينتشر بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وفي هذه الدراسة الجديدة، قارن الباحثون معدل الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وبطانة الرحم، بين النساء اللائي استخدمن أقراص منع الحمل وغيرهن اللائي لم يستخدمنها مطلقا.

واستخدموا بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والتي تحتوي على معلومات وراثية وصحية من نصف مليون مشارك في المملكة المتحدة.

وجُمعت المعلومات عن تشخيصات السرطان من البيانات المبلغ عنها ذاتيا، ومن السجلات الوطنية حتى مارس 2019.

وقالت جوهانسون: "من المدهش أننا وجدنا فقط زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين مستخدمات موانع الحمل الفموية، واختفى الخطر المتزايد في غضون بضع سنوات بعد التوقف. وتشير نتائجنا إلى أن خطر الإصابة بسرطان الثدي قد لا يختلف بين المستخدمين وغير المستخدمين، حتى لو كان هناك خطر متزايد على المدى القصير".

ووقالت معدة الدراسة، تيريز جوهانسون، من جامعة أوبسالا أيضا: "بالإضافة إلى الحماية من الحمل، أظهرنا أن حبوب منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم لها أيضا آثار إيجابية أخرى. ويمكن لنتائجنا أن تمكن النساء والأطباء من اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن النساء اللواتي يجب أن يستخدمن حبوب منع الحمل".

ونُشرت الدراسة في مجلة Cancer Research.

ختاما نذكر قول الدكتور زيد سبع العيش : "بعض الدراسات اثبتت ان الاستخدام الطويل لادوية موانع الحمل يمكن ان تزيد من خطر الاصابة بسرطان الكبد و سرطان عنق الرحم و دراسات اخرى لم تثبت خطر هذه الزيادة، بل على العكس اشارت الى تخفيض خطر الاصابة خصوصا لسرطان عنق الرحم و سرطان المبيض، بالنسبة لسرطان الثدي؛ فان تاثير هذه الحبوب يكاد معدوما بسبب تقليل جرعة الاستروجين الموجودة في مثل هذه الحبوب".

المصادر: ذكرت أثناء السياق

التصنيفات

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

شاركنا بتعليقك ، مع مراعاة :
- أحترام الآداب العامة وأحترام الرأي الآخر
- عدم الأساءة الى أي جهة سواء كانت دينية أو سياسية
- عدم مشاركة الروابط والأعلانات منعاً باتاً

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *