إندماج أربع مجرات قزمة في تجمعٍ واحدٍ ، وتدفق نهرٌ من النجوم ، هذا مارصده هابل

لا زالت الأكتشافات المثيرة التي يتحفنا بها تلسكوب هابل العجوز تتوالى تباعا في محاولة واضحة لإثبات هيمنته وديمومة شبابه خصوصا بعد الأضافات الأخيرة التي زوده بها علماء وكالة ناسا الفضائية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية بعد تثبيتهم لكاميرا المجال الواسع 3 التي تستطيع رصد الأشعاعات فوق البنفسجية وتحت الحمراء أضافة الى شعاع الضوء المرئي.

وقبل فترة قريبة كشفت صورة هابل أربع مجرات قزمة تندمج فى صورة واحدة، وتظهر صورة من تلسكوب هابل الفضائى شاركتها وكالة ناسا هذا الأسبوع تفاعلًا غير عادى لأربع مجرات قزمة، وفقا لتقرير digitartlend.

وتوجد مجرتان صغيرتان قريبتان جدًا من بعضهما البعض بحيث تبدو كجسم واحد، ويسمى NGC 1741 ويقع فى الجزء العلوى من الصورة ثم هناك مجرة ​​أخرى على شكل سيجار قريبة من اليمين، ومجرة رابعة فى أسفل اليسار متصلة بالثلاث الأخرى بواسطة تيار من النجوم الفتية.

اقرأ ايضاً :الاشعاع الكوني ، مفهومه ، مكوناته ، خصائصه ، أنواعه وتأثيره

وتشكل المجرات الأربع معًا مجموعة تسمى Hickson Compact Group 31 أو HCG 31، وتقع المجموعة على بعد 166 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهى قريبة نسبيًا من رؤية المجرات القزمة المتفاعلة.

والمجرات حاليًا قريبة جدًا من بعضها البعض فى حدود 75000 سنة ضوئية من بعضها البعض ، بحيث تتلاءم جميع المجرات الأربعة مع مجرة ​​درب التبانة.

وهذه الصورة هي نسخة منقحة من صورة تم إصدارها فى الأصل فى عام 2010، والتى تمت معالجتها لإبراز مناطق تشكل النجوم في المجموعة، وعندما تتفاعل قوى الجاذبية من كتلة المجرات، فإن هذا يحفز تكوين النجوم والتى تتوهج باللون الأزرق عندما تكون صغيرة.

وعادةً ما تُرى عمليات اندماج المجرات القزمية فى أماكن بعيدة جدًا، مما يعنى أنها قديمة جدًا، لكن هذه المجموعة صغيرة نسبيًا، وتمكن علماء الفلك من استخدام البيانات من هابل لاسترجاع مواقعهم ورؤية متى بدأت المجرات فى التفاعل، قبل بضع مئات من ملايين السنين، والتنبؤ بالوقت الذى ستندمج فيه فى النهاية .

اقرأ ايضاً :الأقتراب من حل لغز عمره 100 عام ، العلماء يتتبعون مصدر الجسيمات المشحونة للأشعة الكونية

وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة، سارة غالاغر، في بيان عندما تم نشر الصورة: "هذا مثال واضح لمجموعة من المجرات في طريقها نحو الاندماج نظرًا لوجود الكثير من الغازات التي ستخلط كل شىء.

والمجرات صغيرة نسبيًا، ويمكن مقارنتها فى الحجم بسحابة ماجلان الكبيرة، وهى مجرة ​​تابعة لمجرة درب التبانة، وتُظهر سرعاتهم التى تم قياسها من الدراسات السابقة، وأنهم يتحركون ببطء شديد بالنسبة لبعضهم البعض، فقط 134000 ميل في الساعة (60 كيلومترًا في الثانية)، ولذلك من الصعب أن نتخيل كيف لن ينتهي هذا النظام ليصبح مجرة ​​إهليلجية واحدة خلال مليار سنة أخرى .

في سياق متصل قدم تلسكوب هابل صورة لا تصدق لـ"نهر" من تشكل النجوم حيث تتفاعل هذه الأربع مجرات بشكل وثيق، كما وضحنا سابقا ، وتُظهر الصورة المعدلة حديثا من تلسكوب هابل الفضائي، والتي تم إصدارها في الأصل في عام 2010، تفاعلا نادرا بين الأجرام السماوية في مجموعة مجرات هيكسون31 (Hickson Compact Group 31).

ووفقا لما ذكره موقع "RT"، كشفت وكالة ناسا عن الصورة الجديدة في 17 مايو مع إشارة العلماء إلى الظاهرة المصورة على أنها "نهر من تشكل النجوم".

وكتبت الوكالة: "صورة تلسكوب

هابل الفضائي المعدلة حديثا لناسا لمجموعة مجرات هيكسون 31 (HCG 31) تسلط الضوء على تيارات تشكل النجوم بينما تتفاعل أربع مجرات قزمة".

اقرأ ايضاً :أول سفينة فضاء سياحية فاخرة في العالم تذكرتها بـ 125 ألف دولار ، التفاصيل الكاملة

وفي الصورة، أعلى يمين الوسط توجد مجموعة مشوهة من النجوم الساطعة بالأزرق والأبيض، حسب وكالة الفضاء الأمريكية.

وتسمى هذه المنطقة NGC 1741 وهي في الواقع مجرتان قزمتان تصطدمان. وإلى اليمين، توجد مجرة ​​قزمة على شكل سيجار تنضم إلى "الرقص" مع تيار أزرق رفيع من النجوم يربط بين الثلاثي.

وتوجد مجرة ​​رابعة في أسفل يسار مركز الصورة. ويشير تيار من النجوم الزرقاء الشابة إليه مباشرة، ويرتبط الأربعة معا في مساحة صغيرة نسبيا.

وكتبت ناسا أن الجسم اللامع في منتصف الصورة هو نجم يقع بين الأرض وHCG 31.

اقرأ ايضاً :جدار بوس العظيم ، أحد أعظم البنى الكونية على الأطلاق

وعادة ما تُرى تصادمات المجرات القزمة على بعد مليارات السنين الضوئية، ما يعني أنها حدثت منذ مليارات السنين.

ومع ذلك، يقع HCG 31 على بعد نحو 166 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهو قريب نسبيا من المعايير الكونية.

وتسلط هذه الصورة المعدلة حديثا الضوء على مناطق تشكل النجوم التي ظهرت بسبب تداخل المجرات، والتي أشارت إليها وكالة ناسا باسم "رقصة الجاذبية الرباعية".

وكتب العلماء: "يمثل اللون الأزرق الضوء الأزرق المرئي ويعرض النجوم الشابة والساخنة والزرقاء، بينما يمثل اللون الأحمر ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة".

واستمر تلسكوب هابل الفضائي في تصوير المجرات بتفاصيل عالية لجيل كامل، وركزت العديد من الصور التي صدرت في الأسابيع الأخيرة على تصادم المجرات.

المصادر:

موقع RT Technology

وكالة ناسا الفضائية